البرنامج الأسبوعي

من يملك الرواية؟ الإعلام الغربي وإعادة تشكيل وعي العالم حول الشرق الأوسط

تحت عنوان: "من يملك الرواية؟ الإعلام الغربي وإعادة تشكيل وعي العالم حول الشرق الأوسط"،أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/05/23 ، بمشاركة الأستاذ "موسى سرور".

افتُتحت الأمسية بآيات بينات من القرآن الكريم ثم اعتلى الأستاذ "موسى سرور" المنبر ، فاعتبر أن قضايا منطقة غرب آسيا كانت دائماً محل اهتمام الدول الاستعمارية ولطالما رزحت تحت مجهر القوة الناعمة ودائماً ما كان الإعلام والعلاقات العامة خير وسيلة بالنسبة لهم لتبرير استعمارها لدول المنطقة.

وأكد أن الصراعات لا تحصل فقط على الأرض وإنما أيضاً في العقول، وما محاولة هذه الدول الهيمنة على السرديات إلا سعياً منها لامتلاك الرواية، ولذلك تقوم وسائل الإعلام الغربية بتصفية أخبارها ضمن أولويات مصلحتها القومية والوطنية دون إعارة الإهتمام لصحة الخبر واستحقاقه للنشر أم لا، وهذا مؤشر منافٍ تماماً لواقع المهنية في العمل الإعلامي.

واعتبر الأستاذ "سرور" أن من آفات العمل الإعلامي في المنطقة العربية والإسلامية هو اعتماد التدريب في الدول والأساليب الغربية في مضمار تلقي الخبر وإعادة صياغته ونشره وهذا الأمر يلعب دوراً أساسياً في تشكيل الوعي لدى المتلقي.

وقدم الأستاذ "سرور" أمثلة من واقعنا الحالي على هذه العملية الإستنسابية التي تختلف بين قناة إعلامية وأخرى من أجل فهم الموضوع بطريقة واقعية وعملية، معتبراً ذلك محاولة لتكرار المفاهيم الخاطئة والتضليلية لقلب الحقائق وتبديل المفاهيم وخلق سرديات تتناسب وأهواء كُتابها. وبالتالي فإن الرواية ليست مجرد نقل للحدث لا بل إن بعض وسائل الإعلام تقوم باستثمار الحدث بمعنى حرف مسار الخبر وتضخيمه أو تصغيره أو تجاهله بما يتلاءم مع سياسات وأهواء غير موضوعية.

إلى جانب وسائل الإعلام تقوم الإدارات الإعلامية بتعريف شخص يطلق عليه لقب: spin doctor وظيفته إدارة الإتصالات الإعلامية والسياسية يمارس دوراً خطيراً وظيفته تلميع صورة المنظمة التي ينتمي إليها ويلعب دوراً بارزاً في عملية تشويه الحقائق وبالتالي اعتماد الكذب جهاراً نهاراً دون أي رادع ديني أو أخلاقي أو إنساني.

وأكد "سرور" أن الساحة الدولية تشهد اليوم تنامياً للوعي غير مسبوق نتيجة لوجود وسائل التواصل الإجتماعي خصوصاً في فئة الشباب من خلال مشاركتهم في الفعاليات المحقة والصادقة، الهادفة إلى مواجهة السرديات المغلوطة خصوصاً في الدول الأوروبية التي عانت من هيمنة السرديات الكاذبة على مدى عقود من الزمن.

بناء على ذلك أكد "سرور" أن وسائل الإعلام الغربية فشلت إلى حد ما في مساندة السردية المضللة للأحداث الحاصلة اليوم في منطقة غرب آسيا نتيجة لكي الوعي الحاصل في مقاربة مختلف القضايا العالمية في زماننا الحاضر.

بعد ذلك فتح المجال أمام أسئلة الحضور الذين أكدوا على الدور المهم لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها في مسألة رواية السردية وتأثيرها على صناعة القرار السياسي ومشاركة مختلف شرائح المجتمع في عملية كشف الحقائق وصناعة السرديات. واعتبر "سرور" في معرض جوابه على أحد الأسئلة،  أن طريقة نشر الأخبار اليوم تشي بشكل واضح إلى أي مدى ترتقي عملية التزييف والتضليل في الأخبار إلى مستوى التخاذل لا بل التآمر والمشاركة في صناعة نتائج الأحداث بهدف وضع سرديات تناسب الأهواء الشخصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى