البرنامج الأسبوعي

محنة كتابة تاريخ البحرين .. في ذكرى أربعين المؤرخ د. سالم النويدري

بمناسبة حلول ذكرى أربعين المؤرخ الدكتور "سالم النويدري" وتحت عنوان: " محنة كتابة تاريخ البحرين"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/05/02 ، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي" والأستاذ "عباس المرشد".

افتتح الدكتور "سعيد الشهابي" الأمسية فاعتبر أن الجالية البحرانية فقدت شخصيتين مهمتين من أعلام المهجر القدماء هما الدكتور "سالم النويدري" والسيد "علوي الموسوي" وأكد أن الدكتور "سالم النويدري" كان احد أهم القيادات السرية التي عملت في البحرين وترك بصمة كبيرة في فكره ومواقفه من خلال نضاله من المهجر خصوصاً أثناء تواجده في سوريا، وكان متواصلاً مع الحركة الإسلامية بشكل كامل. أما السيد "علوي الموسوي" فكان ناشطاً في الفعاليات الإسلامية الموجودة في لندن كما كان له دور في "ليفربول" في العمل الطلابي إبان الثمانينيات وكان من رواد رابطة الشباب المسلم، كما درَّس اللغة الإنجليزية بشكل خصوصي في الجمعيات الإسلامية، فترك بصمته على المسيرة بشكل عام وله فضل على كافة أبناء الجالية، إلا أن المرض أخذ منه مأخذاً حتى وفاته.

بعد ذلك اعتلى الأستاذ "عباس المرشد" المنصة وبدأ بحثه حول كتابة تاريخ البحرين من بوابة الدكتور "سالم النويدري" مؤكداً على الدور المحوري الذي لعبته هذه الشخصية في البحث والتحقيق والتدقيق في مسألة كتابة تاريخ البحرين، فكان رجل فكر وعمل في آن معاً، بعد أن اختار أن يكون تاريخ البحرين عنواناً لفكره وتفكيره، وسعى للحصول على إجابات عن الكثير من التساؤلات المطروحة في هذا المجال، تسد فجوات نقص المعرفة الحاصل في المنطقة تاريخاً وحضارة، كما حاول تصحيح النظرات المستعجلة وغير النزيهة التي تسيء للشعب من خلال تشويه انتمائه سلالياً. وجاء الأستاذ "المرشد" على بعض المباحثات والحوارات التي أجراها الدكتور "سالم النويدري" مع "خليفة النبهاني" حول تلفيقه وافتراءاته التي أصاب بها  قرية "عسكر" وسكانها الأصليين، وتنبيهه إياه حول المغالطات التي وردت في كتابه "التحفة النبهانية" باعتبار ذلك خطأً تاريخياً لا يغتفر، بعد أن نسب سكاناً طارئين على البلدة بقوله أنهم سكانها الأصليين وهذا مجافٍ للحقيقة.

وبعد الانتهاء من كتابة مؤلفه المعروف "أعلام الثقافة"، فتح الدكتور "سالم النويدري" باباً أصيلاً في البحث التاريخي مستكملاً معالم مشروعه العام حول ثقافة المجتمع البحراني فألف كتابه "الأسر العلمية في البحرين" واضعاً الأسرة البحرانية تحت المجهر ومؤكداً على التواصل الفكري والثقافي مخصصاً جزءاً من الكتاب للأسر العلمية المهاجرة.

وآمن الدكتور "سالم النويدري" بأن نقص المعرفة يحتاج إلى جهد وصبر ورؤية واضحة وتفانٍ في العمل فنراه ينقل صوراً أنتروبولوجية تتميز بغناها اليومي ضمن مشروع كبير لم تتأمن له اللحظة التاريخية المناسبة كي يتم إنجازه، لكنه وضع بعض المعالم على طريق ذلك للأجيال اللاحقة.

بعد ذلك فتح مجال أمام الحضور لطرح الأسئلة والمداخلات أكدت على أن الدكتور "سالم" شكل حالة فريدة بالمنظور الثقافي التاريخي البحريني في ظل المشاكل الكبيرة التي تعاني منها عملية كتابة التاريخ في البحرين والتعدي السافر على الهوية البحرانية من خلال تزوير الحقائق.

التسجيل الكامل للفعالية

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى