البرنامج الأسبوعي

مولد الإمام علي الرضا عليه السلام

إحتفالاً بذكرى مولد الإمام الرضا(عليه السلام) أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/05/09 ، تخللتها كلمة بالمناسبة للأستاذ "أبو حسين البحراني"، ومشاركة الدكتور"سعيد الشهابي" وفقرات تواشيح وأهازيج وأشعار من وحي المناسبة.

افتُتحت الأمسية بآيات بينات من القرآن الكريم ثم اعتلى الدكتور "سعيد الشهابي" المنبر ، فبارك للحضور ذكرى المناسبة السعيدة، واعتبر أن سيرة الإمام الرضا(عليه السلام) تستحق التوقف والدراسة، من خلال اشكالية علاقته بالسلطة آنذاك وعلاقته بالنهضة العلمية في العصر الذهبي للعلم في تلك الحقبة، ومساهمته في تأصيل المشروع الإسلامي المحمدي الأصيل، وتجربته في بيان بلاء علاقة الإمام(عليه السلام) والسلطان في زمانه والتي يمكن أن تكون درساً لأي علاقة شبيهة في زمان ومكان مختلفين.

وفنّد الدكتور "الشهابي" بعض خصائص النهضة العلمية التي سادت العالم الإسلامي في تلك الفترة، من ترجمة للعلوم الغربية والفلسفات الإغريقية ورأي الإمام(عليه السلام) والعلماء فيها وتعليقهم عليها في تحدٍّ فكري وثقافي وعلمي وفلسفي قلَّ نظيره برزت تجلياته في المناظرات الفكرية مع أرباب الأديان الأخرى. وأكد الدكتور أنه كان للإمام الرضا(عليه السلام) دور مهم في التصدي لأعداء الدين، عندما عرض البعض مسألة إيقاف الإمامة عند إمامة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)، ضمن حركة عُرفت بـ"الواقفة"وانقلابها على مشروع الإمامة لأسباب مادية بحتة.

بدوره رحب الأستاذ "أبو حسين البحراني" بالحضور وهنأهم بالمناسبة السعيدة، وأكد على ضرورة وأهمية إحياء أمر أهل البيت(عليهم السلام)، مستعيناً بالروايات والأحاديث المنقولة عنهم، وعلى أهمية مراجعة النفس الدورية في تصرفات ونمط تفكير كل فرد في المجتمع للارتقاء بالتفكير والأداء العملاني على حد سواء.

ثم افتتح بحثه التربوي حول عدم تقبل بعض الأبناء توجيهات أولياء أمورهم وميولهم الى بوح أسرارهم لأصدقائهم لا لأهلهم، فاعتبر أن البعض يعاني في منزله من تدهور علاقة الأهل والأبناء التي تشوبها مشاكل جمة نظراً للتغييرات الفيزيولوجية التي يتعرض لها الأبناء مع مرور السنين وعدم تفهم الأهل لكيفية التعاطي الصحيحة مع هذه التغيرات، ملقياً الثقل الأكبر للمشكلة على غياب دور الأب.

وتحدث الأستاذ عن فقد الأمان العاطفي في المنزل والعلاقة السطحية بين الآباء والأبناء، إضافة إلى غياب الحوار اليومي ما يصعِّب عملية التواصل الصحيحة بين أفراد العائلة، وخاصة في زمن المراهقة نظراً لحساسية هذه الفترة الزمنية.

وفي سياق الكلام قدم الأستاذ توصيات عملية حول هذا الموضوع، منها صُنع مساحة آمنة للبوح وعدم مقاطعة الولد أثناء حديثه والابتعاد عن اتخاذ الأحكام المسبقة، ومناقشة الخطأ، واحترام تصرفاته أثناء بوحه وعدم التسرُّع في الإجابة وعدم مقارنة الأهل زمنهم بزمان أبنائهم، ومحاولة مشاركة التجارب بين الأهل والأبناء، واعتماد رحابة الصدر في تقبل الأخطاء التي يرتكبها الأبناء، إضافة إلى بعض التوصيات الأخرى المفيدة.

بعد ذلك فتح المجال أمام أسئلة الحضور فكان تأكيد الأستاذ  على ضرورة إعطاء وقت كافٍ للأطفال وتوطيد العلاقة معهم بهدف خلق استراتيجيات تربية الأطفال والعمل بها للوصول إلى نتائج جيدة.

وقسم الأستاذ هذه الاستراتيجيات حسب الفئات العمرية إضافة الى استراتيجيات تتبع مع أولياء الأمور، معتبراً أن روايات أهل البيت(عليهم السلام) تختصر هذه الاستراتيجيات ويمكن الاعتماد عليها في العملية التربوية.

ثم كانت وقفة مع الرادود "عباس اليوسف" وبعض التواشيح والأشعار والأهازيج التي تحكي المناسبة الكريمة وفضائلها ومآثر الإمام الرضا(عليه السلام) وسط مشاركة واسعة من الحضور في جو من البهجة والفرح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى