
استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
بمناسبة حلول ذكرى استشهاد الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/04/25 ، بمشاركة سماحة السيد “علي الصالح”.
افتتح سماحته الأمسية بنعي سريع حاكى من خلاله مصيبة أهل بيت رسول الله (عليهم السلام) وما جرى عليهم من مظلومية وعذابات واستشهاد في سبيل إحقاق الحق وتثبيتاً لدين الله جل وعلا، والرزية التي حلت بالمسلمين باستشهاد الإمام السادس جعفر الصادق(عليه السلام)، بعد مسيرة مفعمة بالتبليغ لدين الله المحمدي الأصيل ودعوة الناس إلى الهدى من أجل رفع روح الإنسانية والأخلاق السامية والمبادئ المتعالية في المجتمع الإسلامي، إضافة إلى المقتل الذي أصاب الدين المحمدي الأصيل بفقد إمام العلوم الإسلامية والفقه والحديث والمجتمع نسبة للدور الذي لعبه هذا الإمام(عليه السلام) في تثبيت الرسالة النبوية الشريفة ونشر العلوم على امتداد العالم الإسلامي.
بعد ذلك شرع سماحته حديثه حول فضائل الإمام الصادق(عليه السلام) فاعتبر أن بعض أئمة أهل البيت(عليهم السلام) عُرفوا على الصعيد العالمي كالإمام علي(عليه السلام) والإمام الحسين(عليه السلام) وغيرهما، إلا أن الإمام الصادق(عليه السلام) اخترق العالمية من بابها الواسع حيث تربع على عرش العلوم وأهمها الكيمياء وهذا ثابت في كبرى الجامعات العالمية. هذا الأمر يلقي على عاتق أتباع أهل البيت مسؤولية كبيرة لمماشاة هذه المنزلة العظيمة للإمام الصادق(عليه السلام) والعمل الدؤوب للحفاظ على أهلية الإنتماء لهذا الإمام العظيم.
وتطرأ سماحته إلى مسألة العامل الغيبي الذي يتسم به مذهب الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) وحاجة الناس الى هذا العامل بشكل فطري، معطياً لذلك أمثلة وشواهد من مشاهداته اليومية في أوروبا والتأثر الملحوظ الذي شهده المجتمع الغربي في واقع تسوده العولمة والديمقراطية المزيفة وتأثيراتها السلبية على الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها، وهذا ما فرز مجتمعات اليوم إلى محورَي حق وباطل يتجليان في ما تشهد عليه أحداث منطقة الشرق الأوسط من نزاعات حقها واضح وباطلها واضح وما على الإنسان إلا اختيار تموضعه في كلا المحورين.
وأكد سماحته على قدرة فقهاء المذهب على المحافظة على الدين المحمدي الأصيل دون السماح بإدخال البدع عليه أو الشوائب والدرائن كما حصل في بعض المذاهب الأخرى التي تعاني من مشاكل جوهرية في منطقها وتعاملها مع مجريات الأحداث.
واعتبر سماحته أن ما قام به الإمام الخميني(قده) لم يكن إلا تطبيقاً عملياً للنظرية السياسية التي استوحاها من علوم الإمام الصادق(عليه السلام)، فكانت نظرية ولاية الفقيه وظهرت تجلياتها العملية التطبيقية في منطقة الشرق الأوسط والعالم عام 1979.
وأكد سماحته أن مدرسة الإمام الصادق(عليه السلام) سوف تحكم البشرية وتقودها إلى مستويات أعلى من ما هي عليه وأنها قادرة على اجتياز كل التحديات الحقيقية التي تواجهها، لتكون محور إقبال كل أبناء الحق في العالم.
بعد ذلك تعرض سماحته إلى مصيبة الإمام الصادق(عليها السلام) عند احتضاره وأحداث الساعات الأخيرة، وتوصياته وتقسيمه لما كان يمتلكه على فقراء المسلمين ومساكينهم، وكان توصيف للحظات الأخيرة من حياته الشريفة وما تخلل ذلك من مشاعر وأحاسيس جياشة اختلجت في عقل وقلب ووجدان المجتمع الإسلامي بعد الأثر الذي تركه السم في بدنه الشريف، والمصيبة التي وقعت عليه في تلك الليلة العصيبة، والتأثر الذي أبداه المسلمون مقابل فقدان هذه الشخصية العظيمة.