
إحتفال بمولد أبطال كربلاء عليهم السلام
بمناسبة ولادة مولد أبطال كربلاء عليهم السلام، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/01/31 ، بمشاركة الأستاذ "جواد فيروز"، والمنشد "نور الدين الكاظمي" والشاعر "نزار الحداد".
عرَّف الحفل الأخ علي مشيمع فنقل بعض الروايات التي تحكي أهمية شهر شعبان وفضائل الشخصيات المباركة المعنية بالولادات الشعبانية وأهمية إحياء لياليه بالتعبد والتهجد وذكر الله والاستغفار .
بعدها اعتلى الأستاذ "جواد فيروز" المنصة، معنوناً بحثه بـ: "الحضارة المادية البشرية والحاجة الى القدوة الصالحة"، فاعتبر أن الحضارة المادية اليوم فرضت تغييراً شاملاً في كل مناحي الحياة، وتسارُعاً كبيراً في نمط الحياة المادية البشرية على كافة الأصعدة والأُطر.
وبالتالي من البديهي أن يكون تطوراً موازياً في إطار القيم والمبادئ، بمعنى الموازاة بين التطور المادي والمعنوي بهدف التنعم بحياة هانئة متوازية مستقرة، متناسبة مع الفطرة الإنسانية السليمة.
واعتبر الأستاذ"فيروز" أن ما شهدناه في منطقة الشرق الأوسط كان بالفعل عملية تعرية للحضارة الغربية المدعية للإنسانية والديمقراطية وحماية القيم البشرية، إلا أن الواقع كان مغايراً من خلال الإنسياق خلف المصالح السياسية ضاربين حقوق الإنسان والمرأة والطفل والمواطن عرض الحائط، من خلال ضرب البنى التحتية للشعوب واستسهال تنفيذ أبشع إبادة جماعية بحق أناس عُزَّل.
وأكد الأستاذ أن هذا الإمعان في تجاهل السلم الأهلي العام والتعايش في الوجود، أوصل الكرة الأرضية إلى حالة شبه غابة: البقاء للأقوى والأعنف والأقسى، وهذا ما سبب انحطاطاً في القيم. وبالتالي فإن القدوة الصالحة الموجودة في الفكر الشيعي تلقي مسؤولية على أتباع هذا المذهب بضرورة إبراز هذه القدوة كونها الملجأ الوحيد والطريقة الأمثل لمجابهة التوحش الذي يعاني منه العالم. ومما لا شك فيه أن هذه القدوة تتجلى في كافة المجالات منها مجال العدالة الإجتماعية، وفي التعامل مع البيئة والثروات الطبيعية كحاجة ضرورية، وفي مجال القيادة الأخلاقية لا الذاتية والشخصية.
وبالتالي فإن هذه القدوة الصالحة تقدم نموذجاً للحكم الرشيد، لضمان وجود دولة العدل الإلهي. ودعا فيروز إلى تعميق مفاهيم المناسبات الشهرية واليومية ومفهوم الدعاء والزيارات بما فيها من عمق فلسفي يربطنا بقدواتنا الحسنة وعلى رأسهم الأئمة الأطهار(عليهم السلام). وفي هذا الإطار اعتبر الأستاذ أن أبطال كربلاء هم خير نموذج لهذه المفاهيم ولهذا التغيير التي أدت إليه بطولاتهم وأعمالهم والذوبان في الله سبحانه وتعالى في الحرب والسلم والتأثير الذي أنتجته في مجتمع هذه الطائفة الكريمة.
بعدها كانت فقرة شعرية مع الأستاذ الشاعر "نزار الحداد" فتلا قصيدة من وحي المبعث النبوي الشريف عدد فيها فضائل النبي الأكرم(ص) وما جاء بحقه من مدح في القرآن الكريم. كما أتت قصيدته على فضائل شهر شعبان وأهمية التعبد في أيامه ولياليه المباركة، وضرورة إحياء ذكرى الولادة الميمونة لأبطال كربلاء لما قدموه للمجتمع من تعاليم سامية كانت بمثابة الهيكلية الفكرية والإنسانية والتعليمية لنا.
بعد ذلك قام المنشد "نور الدين الكاظمي"بقراءة تواشيح وقصائد من وحي المناسبة السعيدة أكدت على مزايا الشخصيات المباركة لهذه المناسبات البهيجة وسط جو لطيف من التواشيح والأهازيج بمشاركة الحضور.