أربعين الإمام الحسين عليه السلام
بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم السبت المصادف لــ2024/08/24، بمشاركة سماحة الشيخ الدكتور "علي الكربابادي" والرادود "عباس يوسف".
افتتحت الأمسية بزيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، ثم اعتلى الشيخ "الكربابادي" المنصة لتلاوة المجلس الحسيني، مبتدئاً ذلك ببعض النعي الذي يلخص ما يختلج في القلوب من مودة وحب وعشق للمسيرة الحسينية وإيماناً واعترافاً بالتضحية منقطعة النظير التي قدمها أبو عبد الله الحسين(عليه السلام) للأمة على مر التاريخ، وما بثه من دماء مَثَّلَتْ ماء الحياة التي ضمنت حياة الأمة من بعده حتى قيام الساعة. وعرَّج سماحته في النعي على مصيبة السبايا وما شكله ذلك من فجيعة تلتها السيدة زينب(عليها السلام) على مسامع الناس في كل محطات السبي لتكون شاهدة وشهيدة على ما اقترفته أيدي البغاة بحق أهل بيت النبي(عليهم السلام).
بعدها بدأ الشيخ محاضرته بخطاب الإمام الحسين(عليه السلام) عندما قال:" ألا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"، وكان ذلك بهدف شرح مفهوم العزة والذلة في المَلَاكات الشرعية، وموقف الدين والشرع من هذه المفردات. فاعتبر سماحته أن من ما لا شك فيه هو عدم قبول الدين بالذلة للإنسان، لا بل للمخلوقات الأخرى أيضاً، كونها مخلوقة من قبل الله(عز وجل) وهو أحسن الخالقين.
واعتبر سماحته أن الموقع الطبيعي للمؤمنين هو العزة، ظهر ذلك في كل أبواب الحديث، وهي من أوضح المفردات في علوم الشريعة، وأن الذلة ليست من مواطن الإنسان المؤمن. وللعزة وللذلة درجات، ومن مصاديق الذلة المطلوبة، الذلة لله مثلاً أو للوالدين أو التذلل أمام الأستاذ بهدف كسب العلم وما شاكل ذلك. واعتبر سماحته أن كلمات الإمام الحسين(عليه السلام) كانت بأعمها كلمات شاملة قانونية وقواعدية صالحة في كل الأزمنة والعهود والظروف وليست في حادثة واقعة.
بعد ذلك أنهى سماحته المجلس بالنعي، فروى سيرة السبايا في مجلس يزيد وما قاله له الإمام زين العابدين(عليه السلام)، والحال المذرية التي كانت تحيط بأهل بيت النبي(عليهم السلام) في ذلك الوقت، وسؤال الناس لهم عن الحادثة المروعة، وعرَّج على زيارة جابر بن عبد الله الأنصاري الى شاطئ الفرات وقبر الإمام الحسين في يوم الأربعين والأحاسيس والشجون التي رافقت تلك الزيارة، خاصة بعد عودة الإمام زين العابدين(عليه السلام) والسيدة زينب(عليها السلام) ورجعتهم بالرؤوس الشريفة إلى رمضاء كربلاء.
بعد ذلك اعتلى الرادود "عباس اليوسف" المنبر وقدَّم لطمية من وحي المناسبة تحكي حواراً بين السيدة زينب(عليها السلام) والإمام الحسين(عليه السلام) حول الواقعة المهولة ومصائب السبي.