ذكرى إستشهاد السيدة رقية عليه السلام
بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة رقية(عليها السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/08/09، بمشاركة سماحة الشيخ الدكتور "علي الكربابادي".
افتتحت الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها اعتلى الشيخ الدكتور "الكربابادي" المنصة وافتتح المجلس بنعي حسيني مقتضب روى فيه مصيبة أهل البيت(عليهم السلام) في كربلاء وحادثة عاشوراء وأبيات شعرية مأثورة عن كبار الشعراء العرب الذين ذكروا هذه المصيبة الراسخة في قصائدهم الخالدة.
بعد ذلك قدَّم الشيخ "الكربابادي" محاضرته تحت عنوان :"التربية العقائدية"، وما تعنيه من نقل وتوريث للمعتقدات من الآباء إلى الأبناء، فاعتبر أن هذا التوريث لا يعني التعليم لأن التعليم وحده غير كافٍ لنقل كل هذه المفاهيم بتفاصيلها وأحاسيسها وماهيتها وكيفيتها وهذا الأمر بحاجة إلى التربية في المقام الأول للوصول إلى الهدف المنشود.
والتربية الإعتقادية لها شروطها الخاصة من وجهة نظر العلماء المتخصصين فقدم الشيخ نماذج وأمثلة عن هذه التربية واستحقاقاتها في المجتمعات الغربية والمهجر، وأكد على وجوب نقل هذه المعتقدات على كلا الجنسين الذكور والإناث، على مبدأ الآية الكريمة:"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة"، لناحية تعليم أولادهم وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ودعوتهم إلى الإصلاح. ومن ثم غاص سماحته في شرح مفصل لجزئيات الآية المذكورة حول كيفية وقاية الآخرين من النار من خلال أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر معتبراً أن العنف في التربية أمر منبوذ شرعاً كما يبين تفسير الآية، وهذا يعتبر صورة من صور التربية الإعتقادية.
وتحدث سماحته حول وجود صورة أخرى من صور هذه التربية وهي صورة الأمر والنهي المطلقان كما ورد في أحاديث مروية عن الإمام الصادق(عليه السلام)، إضافة إلى صورة ثالثة وهي ما يسمى بالتربية اللطيفة.
كما اعتبر سماحته أن المجتمعات الملتزمة في المهجر تشعر حالة من المواجهة ووينتابها شعور الأقليات تجاه تحديات التربية العقائدية، ما ساعد على محاولة التعرف على هذه العقائد مع وجود الكثير من المشاكل في مسألة التربية السلوكية. وبناء على ذلك اعتبر سماحته أن الإمام الحسين(عليه السلام) وأبناؤه وبناته يشكلون أهم مثال يقتدى به في التربية العقائدية الحسينية العلوية المأخوذة من رسول الله محمد(ص). وأكد أن السيدة رقية(عليها السلام) هي من أكثر بنات الإمام الحسين(عليه السلام) سيطاً ذائعاً على مستوى العبادة والعمل على ما جاء على لسان بعض المحدثين التاريخيين.
بعدها نقل سماحته عدة روايات حول السيدة رقية(عليها السلام) ومكان دفنها ووجهة نظر علماء الشيعة حولها باعتبار أن الإمام علي(عليه السلام) كان له بنت وتدعى رقية أيضاً، وأكد أن المعروف بين الخطباء أن للإمام الحسين(عليه السلام) بنتاً أُخذت مع السبايا بعد واقعة كربلاء المهولة ودخولهن على الطاغية يزيد وما لحقها من عذابات ومصائب في خرابات الشام.
وبعدها قرأ سماحته مصيبة السيدة رقية(عليها السلام) في الشام وما حل بها بعد أن تمادى اليزيديون في الإمعان بتعذيب وإيلام أطفال ونساء الإمام(عليه السلام) بدون أية رحمة أو إنسانية، إضافة إلى الفاجعة التي تمثلت بطريقة رحيل هذه الطفلة المظلومة عن الحياة متأثرة بما رأت من رأس أبيها مقطوعاً أمام عينيها، ما أدى إلى التحاقها به على وقع الصدمة.