البرنامج الأسبوعي

ذكرى إستشهاد الإمام زين العابدين عليه السلام

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين(عليه السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/08/02، بمشاركة سماحة السيد "علي الصالح".

افتتح سماحة السيد المجلس بأبيات شعرية تحاكي مصائب أهل البيت(عليهم السلام) والأهوال التي تعرضوا لها طوال حياتهم الشريفة وخاصة مصيبة عاشوراء المهولة وما تلاها من عذابات أحاطت بالإمام زين العابدين(عليه السلام) ومخدرات الرسالة وإمعان الأعداء في زيادة هول المصيبة على النساء والأطفال وتحمُّل المسؤولية من قبل الإمام(عليه السلام) رغم مرضه الذي فتك به.

ثم تكلم سماحته حول الصراع بين الحق والباطل وضرورة وقوف المؤمنين أمام تفاصيل ما يجري اليوم على الساحة العالمية في ظل تناول وسائل الإعلام العالمية الكبرى لقضية التشيُّع، من خلال تصدُّر هذه القضية لنشرات الأخبار، بعد أن أصبح للروايات القديمة مصاديق محسوسة منها ما تم الحديث عنه من رايات تظهر في آخر الزمان.

واعتبر سماحته أن أحد مظاهر هذا الصراع هو النتائج العنيفة التي تنتج عنه بعد أن أصبح الحوار بين الحضارات حواراً غير حضاري، ويأتي هنا واجب الأمة الحية للعمل على تحويل هذا القدر المكتوب عليها من قدر دموي محتوم بالدماء والأمراض وغيرها إلى قدر سليم يلقى استحسان الناس.

ثم أعاد سماحته النقاش إلى مسألة العولمة وما أتت به من تزيين للدنيا من خلال المغريات التي باتت بين يدي كل فرد في المجتمع، فدعا سماحته إلى محاولة عيش هذا الصراع في محيط العولمة بطريقة صحيحة لأن هذا العيش إنما هو عيش لحقيقة الحياة. أما عن نتائج هذا الصراع فهي محسومة سلفاً بانتصار الحق على الباطل ما يفسر العنف الذي يساق اليه الباطل في هذا المعركة لأن هذا الصراع يفضح أهل الباطل.

كما تحدث سماحته عن الظاهرة التي باتت تتفشى في مجتمعاتنا الحالية من خلال التشكيك بين طريق الحق وطريق الباطل إضافة إلى وضع بعض إجراءات أهل الحق تحت مجهر البحث والتدقيق والمساءلة، معترضاً على ذلك بالآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".

وأكد سماحته أن الأمة اليوم بحاجة إلى الوعي إضافة إلى ثقافة الدفاع عن الكرامات في مقاييس الدنيا والآخرة، والتضحية ابتغاءً للعيش الكريم للأجيال القادمة، مشيداً بأبناء الأمة الذين يسطرون أروع ملاحم الفداء على مذبح القضايا الحيوية.

واعتبر سماحته أن الإمام زين العابدين(عليه السلام) واجه خطر المتخوفين والمتذبذبين من أفراد الأمة الذين لا يرون أولوية إلا في مصالحهم الشخصية معتبراً أن تثقيف الناس هي أولوية لتخفيف المآسي عن كاهل الناس وتحسين حياتهم لأن الجهاد لم يكن يوماً هدفاً لتحقيق الأذية للناس أو إذلالهم إنما لتحقيق العزة والكرامة. واعتبر سماحته أن أعداء الأمة يجب أن يروا منا شعار "ما رأيت إلا جميلا" بعد كل هذه العقود من الغربة والسجون والإعدامات واليتم، وأن كل ما مرَّ علينا يقيناً هو خير طالما أنه بعين الله سبحانه وتعالى.

بعدها ذكر سماحته بعض المآسي والآلام والمصائب التي مرت على الإمام زين العابدين(عليه السلام) في كربلاء والأثر الذي تركته في نفسه ووجدانه، وكيف بقيت هذه الحادثة المروعة مرافقة له في كل الأحداث التي شهدتها حياته الشريفة وخاصة سبي كريمات رسول الله(ص) ودخولهن على الطاغية في الشام، ثم ذكر مصيبة الإمام زين العابدين(عليه السلام) ونهى المجلس بالدعاء لنصرة الأمة في معركة الحق ضد الباطل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى