البرنامج الأسبوعي

قراءة في عهد التولية لمالك الأشتر النخعي

في أجواء شهر رجب الأصب، واحتفالاً بذكرى ولادة أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) ، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية تحت عنوان "السياسة الإدارية للإمام علي(عليه السلام)... قراءة في عهد التولية لمالك الأشتر النخعي "، مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/02/02، بمشاركة سماحة السيد "عبد المنعم السوداني".

افتتحت الأمسية بآيات بينات من القرآن الكريم، ثم تولى العرافة الأخ "علي مشيمع" الذي بدأ كلامه بتعريف المناسبات الكريمة التي يذخر بها شهر رجب المبارك، مهنئاً الحضور بالولادة الميمونة للإمام علي(عليه السلام) ، إضافة إلى تأثيرات الأحداث السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة بشكل عام، معتبراً أن عهد الإمام علي(عليه السلام) لمالك الأشتر ليس بعيداً عن البشرية اليوم ليكون هناك حقوق وواجبات للناس تجاه الحاكم والعكس. ثم قام بتعريف الضيف متحدثاً عن إمكاناته العلمية والمعرفية بشكل سريع.

بعدها اعتلى سماحة السيد "عبد المنعم السوداني" المنبر، مفتتحاً كلامه بتهنئة الحضور بمناسبة ولادة الإمام علي(عليه السلام)، معتبراً الحديث حول هذه الشخصية العظيمة يفرض مسؤولية كبيرة على كاهل المتحدِّث، كونه عليه السلام يشكل المحور الذي يدور حوله الحق في كل زمان ومكان.

ثم تحدث سماحته حول أهمية عهد الأشتر، معتبراً أن القوانين الإدارية والنُظُمْ تفقد مفعولها في حال لم يتم مصاحبتها بالقيم التي وُضعت لأجلها، طالما أن الغاية من هذه القوانين والدساتير ليست إلا تسهيل حركة الإنسان، والحفاظ على هويته التي خُلق لأجلها، ألا وهي العبودية لله سبحانه وتعالى ومن هنا جاء افتتاح الإمام علي(عليه السلام)  لعهده لمالك بالتعبير التالي:"هذا ما كتبه عبد الله أمير المؤمنين".

ثم تكلم سماحته عن البناء الروحي وأهمية العبادة موازاة للإدارة، ثم أكد على أهمية عدم اعتبار الخيارات الإدارية أمراً مزاجياً، وخروج القائد أو المدير من الذات لتكون قدرته على ضبط الأمور أكثر. ثم تلا سماحته بعض العناوين الأساسية من عهد الأشتر منها خدمة الناس والزهد بما يملكون والإحساس بالرحمة تجاههم وتجنب الاستسباع عليهم واعتبار الناس نظراء في الخلق من خلال المقولة المعروفة للأمير في هذا العهد:" الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، ثم مداراة الناس والصفح عنهم، وعدم التبجح بالعقوبة وعدم التكبر وامتلاك احساس بوجود الله وعظمته وكبريائه أكثر ليكون المدير هنا مسؤولاً أمام الله أكثر.

ثم أتى سماحته على بعض النصائح التي وجهها الإمام علي(عليه السلام) إلى مالك الأشتر منها عدم الإعجاب بالنفس أو المنِّ على الناس أو العجلة واللجاجة. ثم تكلم السيد عن نصيحة الإمام(عليه السلام) لمالك في هذا العهد بتقوى الله وخشيته وعدم خشية الناس ومراقبة الناس له ولطريقة حكمه لهم كما كان هو يراقب الولاة الذين كانوا حكاماً عليه.

بعدها قام السيد "السوداني" بقراءة جزء من العهد المذكور وقدم تفسيراً سريعاً للمعاني العميقة التي يتضمنها والحكم التي تتناسب مع ابلاءات عصرنا الحالي.

بعدها أُعطي المجال للمداخلات والأسئلة فكان تأكيد على أهمية العهد وإمكانية الإستفادة منه في ظروفنا الحالية وإمكانية إجراء ورش عمل حوله للتمكن من الإستفادة المطلوبة منه وخاصة لجهة الجانب الروحي إلى جانب الحالة الإدارية والجانب الفني الذي يتضمنه هذا العهد القيِّم.

التسجيل الكامل للفعالية

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى