لمحات من حياة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام
بمناسبة حلول شهر رجب الأصب، واقتراب ذكرى ولادة الإمام علي(عليه السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية تحت عنوان "لمحات من حياة أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام)"، مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/01/19، بمشاركة الدكتور "الدكتور حسن السهلاوي".
افتتحت الأمسية بآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الأخ محمد علي، وتولى العرافة الأخعلي مشيمع الذي بدأ كلامه بالتذكير بفضل شهر رجب والمناسبات التي يتضمنها، ثم عرّج على خلاصة لواقع العالم العربي والإسلامي وحالة الصمود والمقاومة من جهة، والخزي والعار والخنوع لدى الحكومات العربية التي تخلت عن مسؤولياتها أمام القضية الفلسطينية من جهة أخرى. ثم ذكر فضائل أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) من خلال بعض الآيات الشريفة التي تدل على منزلته العالية. ثم دعا "الدكتور حسن السهلاوي" لاستكمال البحث في هذا الموضوع.
بدوره استهلَّ "الدكتور حسن السهلاوي" بحثه بخلاصة تاريخية حول واقعة "صفين" وخطبة للإمام علي(عليه السلام) في تلك المعركة، وقام باسقاط فحوى عبارة:" الحياة في موتكم مقهورين والموت في حياتكم قاهرين" على الواقع الحالي الذي نعيشه في منطقة الشرق الأوسط، فاعتبر أن هدف تلك الواقعة لم يكن الانتصار العسكري بحد ذاته وإنما هي جزء صغير من معركة الحق ضد الباطل، كما يحصل اليوم من معركة عسكرية هي جزء من معركة الحق والباطل الكبيرة في العالم. وتطرأ الدكتور إلى الواجبات التي يجب على كل فرد في المجتمع أن يعيها ويسعى إلى تطبيقها لناحية الحضور في المناسبات التي تنصر القضية، وضرورة مقاطعة المنتجات التي تساهم في دعم العدو، في ظل سيطرته على السوق الإقتصادية العالمية، والدور المؤثر الذي لعبته المقاطعة في الحد من هيمنة الشركات الأجنبية الداعمة لكيان العدو.
كما تحدث الدكتور عن أهمية الإعلام في المعركة الحاصلة اليوم وشدد على أهمية وسائل التواصل الإجتماعي التي ساهمت في كيِّ الوعي العام الذي بدأ يتغير بشكل جذري لصالح القضية الفلسطينية. كما جاء الدكتور على بعض من تجاوزات الصهاينة في فلسطين بناء على ما جاء في كتاب :"التطهير العرقي للفلسطينيين"، والتناقضات التي يعتمدون على إرسائها في عقول مستوطنيهم، إضافة إلى بعض اعترافات كُتَّاب يهود يعتبرون الجيش الإسرائيلي أكثر جيش إرهابي في العالم. وفي نهاية كلامه تحدث الدكتور حول ضرورة اتخاذ الموقف الصحيح في ظل كل هذه التطورات التي تعيشها المنطقة في الوقت الراهن.
ثم أُعطي المجال لطرح الأسئلة والمداخلات فكان تأكيد على ضرورة الإستفادة من نهج الإمام علي(عليه السلام) في التغيير والإلفة والتواصل لا في النزاعات والحروب، واعتبر الدكتور أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجيل الجديد في ابتكار أساليب إعلامية جديدة لمواجهة الهجمة الإعلامية التي يقودها العدو ضد مجتمعنا، وأكد أن نشر المفاهيم التي حاول الإمام علي(عليه السلام) تقديمها للمجتمع هو عملية تراكمية تعتمد على كل فرد موالٍ لنهج الإمام علي(عليه السلام) كونه مدرسة يشع نورها في كل زمان ومكان.