ذكرى إستشهاد الإمام السجاد عليه السلام ومجلس فاتحة المرحومة خديجة الحداد

أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن مساء يوم الجمعة المصادف لـ11/8/2023 مجلس فاتحة وقراءة لروح المرحومة خديجة يوسف الحداد وكان مجلس القراءة بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين (عليه السلام) بمشاركة سماحة الشيخ "علي الكربابادي" والرادود السّيّد "أحمد الوداعي".

افتُتحت الأمسية بتلاوة عطرة من الذّكر الحكيم للقارئ مصطفى العلي، تلا ذلك مجلس القراءة للشيخ "الكربابادي"، الذي أُهدي ثوابه لروح المرحومة السيدة "خديجة يوسف الحداد".

في البداية قدّم الشيخ "الكربابادي" عنوان بحثه :"الهوية الحضارية للأمة" من خلال تعريف الهوية، ثم قام بمناقشة عناصر تشكيل الهوية الحضارية بشكل عام، والنظريات المؤثرة في ذلك، وأفضلية نظرية على أخرى، مستعيناً بالأمثلة والبراهين المناسبة.ثم تكلّم الشيخ عن مفهوم قداسة الأرض وعلاقتها بالتكوين البشري وأهمية الإنتماء إليها معتبراً أن الأولوية في التفاخر تعود للولاية. ثم أكد سماحته على الدور المهم الذي تلعبه العادات والثقافات والتقاليد في تشكيل الهوية الحضارية خاصة بعد ما شهدناه من امتزاج في الثقافات المختلفة.

في المحور الثاني تكلم سماحته عن أساليب صناعة الهوية وصونها والمحافظة عليها، واعتبر أن المسألة هي حالة تدريجية، تتأثر بالبيئة الخارجية للإنسان. ثمَّ عرَّج على المناهج التعليمية والتثقيفية القديمة والجديدة وتأثيراتها في صناعة عادات وملكات سيئة أو جيدة لدى الإنسان بشكل عام . ثم سلط الضوء على عنصرين مهمين هما :أولاً اللغة التي تشكل باباً من أبواب الهوية الحضارية وأهميتها في المحافظة على الموروث الإسلامي وأهميتها في المحافظة على هوية الشعوب ومحاولة العدو التعرُّض للّغة في سبيل التعرُّض للهوية عموماً. والعنصر الثاني وجود نموذج مثالي على مستوى عالمي قادر على ايجاد تحولات في صناعة الهوية العامة للشعب، ومنع ظاهرة الإنهزام الحضاري والحد من انتشارها معتبراً إياها آفة يجب التخلص منها.

واختتم سماحته المحاضرة بالحديث حول محافظة الإمام زين العابدين(عليه السلام) على هويته الحضارية رغم كل الظروف التي مرَّ بها ورفضه الإنهزام أمام كل محاولات العدو النيل منه ومن هويته من خلال خطبته التي ألقاها أمام قتلة أبيه الإمام الحسين(عليه السلام)، ثم تلا بعضاً من أحداث عاشوراء في مصيبة الإمام السجاد وشهادته عليه السلام.

ثم اعتلى المنبر الرادود السّيّد "أحمد الوداعي" وألقى لطمية في المناسبة الأليمة.